بنك الدم وتجمد الرصيد ؟

كنت أحسب أن مقولة (تجمدت الدماء في العروق) لا تعدو كونها مجرد مثل مضروب جاء في صيغة مبالغة تصف حالة خوف وهلع تعترى أي فرد من آحاد الناس حينما يتعرض لموقف مباغت انغرس أمامه هكذا فجأة!! كشبح مخيف على هيئــة ( بعبع ) مـن فصيلة ( أبو الغول) الذي يكاد أن يسد الخافقين بهامته الضخمة؟؟!!!!! لكن ؛ يبدو أن لهذه المقولة نصيبا كبيرا من الصحـــــة في ( مارستنات) وزارة الصحـــــة وفي(بنوك الدم) تحديدا التي بات يتجمد الدم الحار بها منذ فترة وهذا ليس بفعل التكييف المركزي عالي البرودة فحسب بل هناك كيفا وكيفية يمتزجان بتناغم لدرجة (المزاجية) التي تؤدي لتجمد الرصيد وتلاشيه أحيانا كثيرة ؟ ( فيبتلش فيه ) من لديه مريض يريد أن يعالجه (ويداوية ( !! لذا ينبغي عليك أخي المواطن في مثل هذه الحالة أن تكذب عيناك الجاحظتين حينما تبصران أكياسا حمراء متراصة بإتقان خلف ظهر موظف ( بنك الدم) حينما يقول لك " بفم مليان " لدينا عجز كبير؟؟ ولكون مريضك في وضع حرج وحالته الصحية لاتتحمل مزيدا من إهدار الوقت لذا عليك أن تشمر عن ساعدك متبرعا له بدمك وبعد أن تنتهي من عملية التبرع لا تنزعج كثيرا حينما يفصح لك الموظف أن فصيلتك لا تتفق مع فصيلة مريضك وعليك أن تتقبل هذا " المقلب" بروح رياضية عالية وعليه فإنه يتوجب عليك حينها أن تتصل بأقرب صديق لديك ليتبرع لمريضك بالدم الذي يحتاجه على وجه السرعة ويفضل أن يكون ذلك الصديق مدرس رياضيات أو محـــــاسبا قـــــــانونيا أو( كاشير) يعمل في متجر كبير ليقدم لك خدمة أخرى مهمة وهي أن يجري لك عملية قسمة حسابية رياضية ذهنية سريعة لإستخراج الجذر التكعيبي للمساحة المتوقعة التي يمكن أن يستوعبها مخزون تلك الأكياس الحمراء التي بات منظرها واضحا للحضور وهي متوارية (خلف الأكتاف و الظهور ) ؟؟ وعليك أن تتحلى بمزيد من اللياقة الرياضية اللازمة حينما يطلعك صديقك على نتيجة الحسبة الرياضية التي لا يجد لها إناء يناسب محتواها غير ذاك المسبح الكبير المجاور (لبنك الدم( ؟؟ وإياك ثم إياك أخي المواطن الكريم أن) تشك) ـ تحرر ـ معروضا تتنافض حروفه (شرارا) ملتهبا ضد ذلك الموظف وتقوم بتقديمه لمدير المستشفى لكون ـ سعادته ـ لديه من القدرات والخوارق ما يجعلك تخرج من عنده جازما بتسرعك في الحكم المبني على تصورك الخاطئ وذلك بفضل دورة تلقاها ـ سعادته ـ مؤخرا في (البرمجة العصبية) تجعله أكثر قدرة وتمرسا على امتصاص الغضب الثائر الذي اجتاح جوانحك!؟ وقد يسحرك ببليغ الكلام حينما يقول لك نحن جميعا في خدمة المواطن ورسالتنا التي نعمل من أجلها (المريض أولا )!! وسوف يرمقك سعادته بذكاء قائلا لك : عفوا يا عزيزي إن ما رأيت من احمرار في (بنك الدم) هو مجرد شربات من (الفنتو..) الذي يحلو معه طعم اللقاء؟؟؟!!! وسيبقى ـ سعادته ـ يسهب لك عن إنجازات المستشفى إنطلاقا من الرسالة النبيلة لمهنة الطب ومرورا بالجهود المتظافرة مع جمعية أصدقاء المرضى ثم بعد ذلك كله سيفصح لك سعادته عن سر( الشربات.. " الفنتو " من خلال جلسة المصارحة تلك !! حينما يقول لك : إن (مستشفىنا) وبالتعاون مـــــــع الجمعية ـ أصدقاء المرضى ـ قام بتمويل مشروع إنساني يهدف لتوزيع شراب (الفنتو) مجانا على المرضى ولكون الكمية المسوق لها كبيرة جدا و لا تستوعبها ثلاجة المطبخ الصحي الداخلي فإن المنظمين قد اضطروا لترحيل الكمية لمقر (بنك الدم)؟؟؟ مكتفيا سعادته ببسمة صفراء عريضة ملتمسا العذر للمواطن المتسرع الذي ذهبت به الظنون بعيدا والذي بدأ يحكرأسه من الدهشة معتذرا بحرارة بالغة لسعادة المدير محمله في ذات الوقت رسالة أخرى مشابهة لموظف بنك الدم "المسكين" !!؟؟
حسن هب أن سعادة مدير ذلك المستشفى كان يحب( الفرفشة( ومقنعا لدرجة كبيرة جعلت الموطن بسهولة يخرج من !! مكتبه وهو يتصفد عرقا من شدة الخجل ) فما هو إذا جواب ـ سعادته ـ يا ترى على ما تم جمعه من أرطال الدماء النقية من ذلك" المواطن" منذ أن كان على مقاعد الدراسة ومرورا برخصة المرور وهو مازال يتبرع بالدم الذي بات يمتص منه من خلال حملات تداهمه أينما ذهب (بمناسبة وبغير مناسبة) ؟؟؟ ولايدري ذلك " المواطن" لماذا يتسامى اللون الأحمر ويتبخر في الهواء حينما يبحث عنه ويحتاج إليه ولا يجده متوفرا في ( بنك الدم ) رغم أن فصيلته من النوع الشهير بكرمها المعروف والمسمىاه (+o )؟

مشكووور على الموضوع