الدون كرستيانو مشرف قسم برشلونه
عدد المشاركات : 292 تاريخ التسجيل : 29/05/2011
| موضوع: على فـكرة .. رياضـتـنا العـربية ,, ألا تـستحق ثـورة ! الجمعة يونيو 10, 2011 10:50 pm | |
| موضوع صعب , و مضامينه قد تحدث الكثير من اللغط كونها لا تتوافق مع فكر الكثير ممن يقرأها , لكني أحاول أن أصيغ أقرب وصف لـ حال كرتنا العربية الفقيرة من كل النواحي , هذا إن لم يكن درجة التكافء صفر ..
حين نتكلم عن الإصلاح الرياضي في العالم العربي , يتبادر لـ ذهن الكثيرين منا بـ أنه مثل أن تتناول [ مفطح ] و تفضله على [ المندي ] , بـ معنى أصح , خيارين أحدهما ألذ من الآخر , لذا قد نبهت في بداية كتابتي بـ أن هذا الموضوع قد يحدث تصادم في الفكر بين مجموعة ممن تقرأه ..
الإصلاح الرياضي ليس مجرد منظراً للترف أو وسيلة تعكس للعالم بـ أننا نملك المال و النقود , هي ليس أن تأكل قطعة حلوى و تفضلها على رغيف يعاني اليُبس أو ما شابه , العالم العربي بـ شكل يملك كل مقومات النهضة , لكنه يفتقر إلى التخطيط السليم , عفواً , من الأساس لا يوجد تخطيط هنا حتى نصفه بـ السليم أو الفاسد , و إلا لما حلمت المجتمعات العربية بـ التعليم و الصحة و العلاج , و العدل أيضاً ..
لن يحدث إصلاحاُ رياضياً , إلا حينما يكون هناك إصلاحاً في الجوانب الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية , لأنها مترابطة ..
لن يكون هناك إلا حين نزرع في فكر أطفالنا معنى كلمة [ المساواة ] و نلغي من قاموسهم معنى [ المساومة ] , كيف يكون هناك عدل , و رخصة قيادة الوزير أو الأمير الفلاني لا تُسحب منه و هو يتجاوز السرعة بـ كيلومترات , بينما المواطن البسيط تسحب رخصته و يزج به في السجن و يطبق عليه القانون بـ حذافيره , لأنه زاد عن السرعة المحددة كيلو متراً واحداً لأن زوجته الحامل سوف تلد و يود إيصالها إلى أقرب مشفى !!!!!!
نحن لا نطالب بـ أن يكون العرب خارقين أو [ سوبر بني آدمين ] , لكن قليلاً من التفكير و العقلانية و بعد النظر قد تحل الكثير من المشاكل العالقة , العقليات العربية المسؤولية لا تستطيع تقبل أن لـ كل زمان رجاله , و لـ كل حقبة من السنين أشخاص من نفس تلك الحقبة الزمنية تدير الأمور وفقاً لـ ما تحتويه تلك الفترة من تطور و تقدم سواء على الصعيد الفكري و النفسي و التيكنلوجي أو حتى على عدة أصعدة أخرى , لأن الرياضة ليست دولة أو إمبراطورية ليس لها علاقة بـ أي تطور على الأصعدة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و لا أبالغ إن قلت الدينية ..
مشكلة العرب أنهم لا يتحركون إلى حين [ تقع الفأس في الرأس ] ., فـ هم ساذجين لـ درجة عميقة للغاية , بل أحيانا أشك في أنهم يملكون عقولاً تنبض بالتفكير , كيف يتم بناء قوة و إمبرطورية كروية و اساسها متحطم ؟؟
لماذ لا يكون التحرك في لحظة إنتصار , و إعتماد الإنتصار قاعدة أساسية و ركن ثابت في مشروع بناء قوة ضاربة ؟ , إذا كان الأساس قوي فـ إن ما يبنى عليه سـ يكون قوي و ثابت و صامد في وجه المتغيرات , فـ لماذا يتم البناء على اساس مهزوز , و التحرك لا يأتي إلا بعد خسارة ؟ ..
الكذب و الخداع و التزييف يمنعون أي تقدم نحو الأفضل , ما يمر بها العالم العربي كروياً هو مرحلة توقف في الحضارات على الأرض , أي حضارة في العالم يجب أن تستمر حتى تكون الأفضل , بل يجب أيضاً أن ترتدي تلك الحضارة ثوب الحاضر و تتجدد وفق ما يناسب الزمن الذي تمر به مع الآخذ بـ عين الإعتبار المحافظة على مضمون الحضارة و عدم المساس بـ جوهرها كونها تقليد لا يجب مسه .. !!
الإسبانيون تحركوا و نبذوا خلافاتهم الداخيلة و توحدوا , و حققوا بطولة أوروبا و ضربوا بـ توقعات المحليين و الخبراء عرض أكبر حائط في أوروبا حينما خالفوا المعهود و أحرزوا كأس العالم , و الإنجليز قتلوا إعتقاداتهم الخاطئة و عينوا [ كابيلو ] الإيطالي مدرباً لهم فـ صححوا الأوضاع و بدأوا يعودون إلى الطريقة الصحيحة و تكفل [ كابيلو ] بـ كسر هنجعية الإنجيلز , إذاً , هي لحظة مصالحة للنفس , هي لا تتعدى أن تكون واضحاً مع نفسك حتى تكون الأفضل , يستحيل أن تكون القوي و أنت تكذب على نفسك , إنظروا إلى السعودية كـ مثال , حين تأهلت إلى كأس العالم 2006 , ثار الشعراء و المغنيون و ألفوا أغاني أكثر من عدد المنتخبات المشاركة في تلك البطولة , و في الأخير خرجوا بدون أي إنتصار و بـ ثلاثة أهداف فقط .. فضيحة و الله .. لم يتكفل المتحنطون على كراسي أكبر منهم بـ أن يراجعوا أنفسهم , يفكروا قليلا , يصارحون أنفسهم قليلا و يبتعدون عن الكذب و الخداع و الزيف , يرتبون الأوراق , ثم يبدأو من الصفر أو حتى من ما تحت الصفر ..
العرب يتوكئون على ماضيهم العادي جداً إذا ما نظرنا إلى الجانب الرياضي , كم مرة زار مسؤولينا العرب الرياضيين الدول الأوروبية , كم مرة عكفوا على المنشآت الرياضية , لا نحتاج زيارتكم إلى الخارج , بل نريدكم أن تزوروا أنفسكم , و ليس أن [ تزوّروها ] ..
من السيء لأي مخلوق على وجه المعمورة بـ أن يكون كاذب أمام نفسه , أن يبحث عن الناس الذين يرتدون أقنعة و يبدأ في نقدهم , لكنهم هم في أنفسهم يرتدون أقنعة من كذب و خداع , نحتاج فقط ثورة في ضميرنا العربي , نحتاج لـ تنظيف عقلياتنا من الطريقة التي نفكر بها , من طريقة تفكير جدي و جدك , من طريقة تفكير الرجل الحجري الذي يسير بـ دراجة مربعة الإطارات ..
كلنا شاهدنا بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة التي احتضنتها النمسا و سويسرا و اعذروني إن قفزت و تجاهلت كأس العالم الأخيرة لأنها لم تكن بالمستوى , شاهدنا كرة قدم حقيقة بعيدة عن الكذب و الخداع و التزييف , شاهدنا كيف وصل الأوروبيون إلى هذه الكرة الرائعة و المستوى الرفيع من الناحية التنظيمية و التهديفية و الأدائية و التدريبية و التصاعدية , شاهدنا كيف كان هناك إحتراماً للحكم , للجمهور , للاعبين , للاعلاميين , و حتى إحتراماً لكل شيء جامد ..
أوروبا في مرحلة من مراحل نشأتها كـ قارة قوية عانت من ما يسمى [ عصور الظلام ] , كانت فرنسا هي الدولة الوحيدة التي حملت على عاتقها نشر الفكر العقلاني و البحث عن النور , كانت أوروبا كلها مظلمة , كل قطعة أرض قائمة عليها حرب حامية الوطيس , إن لم تكن من دولة مجاورة فـ هي حرب داخلية , فرنسا عملت على نشر الفكر و العقل , ثبتت في نفوس كل الأوروبيون بـ ان الرياضة يجب أن تحظى بـ إهتمام كبير كونها ركن ثابت في حياة الأوروبي , لقنتهم دروساً في ان كرة القدم هي خيط عريض في نسيج الحياة و علمتهم أنها ليست ترفاً أو شيء كمالي بل واجب وطني مثله الخدمة العسكرية و التدريس و و و و , الآن نشاهدهم يتابعون المباريات بـ إستمتاع كبير , يهتفون و يغنون و يبتدعون الحروف حباً في أنديتهم و منتخباتهم , و ليس مثل العربي الذي يغضب و يسخط و و يعلق اسباب الخسارة على اشياء كبيرة عليها وصف [ تافهة ] ..
مرة أخرى أعود لـ أسأل نفسي و إياكم , هل تعتقدون أننا نحتاج إلى الإصلاح في مجالات كرة القدم . و إن كنا نحتاج , هل نحن نصلح ؟ و إن كنا نصلح .. فـ إلى أي مدى وصلنا .. لحظة .. تعالوا لـ نمسك الموضوع من أول خيط له .. كرة القدم بـ شكل عام في العالم العربي تعيش مرحلة تحول [ بغض النظر عن ما إذا كانت سلبية أو إيجابية ] منذ ان طُبقت أنظمة الإحترافات سواء اكانت ظاهر أم مخفية ,
لكن ..
هناك من المسؤولين من لم يهضم بعد قوانين تلك التحولات الضرورية , و بات يسير الأمور بـ قانون [ المزاجية ] , أي أنه لم يتكيف مع المتغيرات الإيجابية التي طرأت على قوانين الفيفا لـ تطوير كرة القدم و تحسينها و التعامل ضمن أطر إحترافية غاية في المرونة و الليونة التي تتكفل بـ إحداث الكثير من التوازن , و الأهم , إعطاء كل ذي حقٍ حقه .. المسؤولون العرب الذين يسيطرون على الجهات المعنية بـ تطوير كرة القدم باتو [ دقة قديمة ] , أو بـ معنى أصح , غير قادرين على التأقلم مع متغيرات العصر الكروية , و أصبحت عقلياتهم واقفة ضد أي تطوير بـ سبب تسلطها , لم يقتنعوا بعد بـ ان ترك الكراسي بات ضرورة مهمة كي تسير الكرة العربية نحو الخروج من أفق الظلمات إلى رحابة النور و النمو و التطور , لا يستوعبون بـ أن هناك من هم أكفأ منهم لـ تولي مقاعد القيادة من الجيل الشاب القادر على التعامل مع التطورات كونه من نفس جيلها و جزء منها , و كونه أعلم من ذاك المتشبث بـ كرسيه لأنه عاصر الجيل الشاب و أصبح على دراية بـ مضامين و خفايا الكرة و متطلبات تطويرها .. كيف يمكن أن يتعامل الحاليون مثلاُ مع الأندية و إستيعاب أن تلك الأندية خرجت من أطر الهواية و انها أصبحت ذات روح إحترافية بحتة دون مرونة فكرية .. أوامرية .. تنفيذية .. تأقليمية ؟ .. كرة القدم حالياً في دول أوروبا بات التعامل على أساس أنها صناعة يجب أن يجند لها كل ما هو قادر على إقامتها , الكرة الحالية بات تابعة لـ كيان مستقل يسمى [ إمبراطورية الفيفا الكروية ] .. هناك تخبط واضح و كبير في إتخاذ القرارات , و هذا يثبت صحة ما أقوله , ما نراه في عالمنا العربي المتخلف كرويا [ و ليس كروياً فقط ] هو ان هواة كرة القدم يديرون الكرة و شؤونها بينما لا نرى مثلا أصحاب الخبرات السابقة أو على أقل تقدير لا نشاهد أشخاص ينتمون لـ نفس الحقل الكروي يديرون الأمور , على الأصابع عددهم أولئك اللاعبين المعتزلين الذي تولوا مناصب كروية في بلدانهم , لـ ذلك نشاهد حالة إرتباك واضحة في القرارات و الإلتزامات تحول دون التطور , و لو تطور الأمر فـ هو لا يتعدى حبو طفل صغير , لـ ذلك مثلا نرى مدرجات خالية , خزائن تشكو الجفاف المالي , و قصور في ظهور المواهب الكروية و إن ظهرت إندثرت سريعاً .. هذه الأمور تعود إلى الغياب الواضح في الدراسة الإقتصادية لـ وضع الكرة في ملاعبنا العربية , لا يوجد مثلا تدريب علمي يؤهل اللاعب المعتزل لـ تولي منصب كبير في النادي , لأن ليس كل لاعب مبدع على الملعب ينتقل بـ إبداعه إلى إدارة شؤون ناديه فيما بعد الإعتزال , لا نشاهد مثلا تقنية تدار بها هذه الأندية كـ ما تدار بها الشركات حيث يفوز الأفضل بـ الترقية هنا و اللاعب يفوز بـ شيء ما يدفعه للتميز فيما بعد ..
نرى ثورة هنا و هناك .. و خروج عن المألوف و رغبة كبيرة في احداث تغيير نحو الأفضل .. لكن ..
ألا تظنون أننا في حاجة لـ ثورة رياضية عربية ؟!
من بعيد .. شدني الشوق لأصدقائي القدامى هنا .. لكن هي الظروف .. تقلبنا ذات اليمين و ذات الشمال
همسة فيروزية : -
راحوا يرعوا غنمهن و العشب فوق ضلوعي
إبراهيم الشمراني | |
|