(قصة ليلة لازالت راسخة بمخيلتي )
لم تكن تراني او تعرف انني كنت انظر اليها والى ابتسامتها وهي جالسة في تلك الطاولة التي كانت تجمعها مع اخوتها واقاربها تنتظر مع احبتها مجيء العشاء بالمطعم الميمون. كنت جالس في تلك الزاوية المنعزلة والبعيدة ارتشف كأس الحرمان والوحدة مستمعا الى مقطوعة موسيقية عنوانها هلو ازت مي يو لوكن فور للفنان الأميركي لاين رتشي . لم اتوقع في تلك الليلة وفي ذلك المطعم ان هناك انسانة جمعت كل الصفات التي تمنيتها موجهة ومحمولة بسهم الأستلطاف والأنجذاب القاتل والقادر ان يخترق حاجز الصوت بسرعته الفائقة ليصل الى مشاعري دون حواجز او اذن مسبق . كان الشيء الأجمل والأعذب ابتسامتها ونظراتها البراقة التي كانت تحكي الطفولة والبرائه والتي كانت محصورة في نطاق الأسرة ومن معها بالخصوصية والشموخ والعزة والكرامةوالثفة بالنفس . كنت اصارع مشاعري وعقلي هل اكون جري ء بأتخاذ القرار والذهاب اليها لألقي التحية وتوضيح مشاعري لها ام اجلس واكتفي بالنظر اليها . كانت الثواني والدقائق تمر كلمح البصر وانا اعيش صراع النفس التي لم تتوقف عن البكاء الخفي من خلال النظر اليها بدافع الأنجذاب المنسجم والمتقارب مع تصرفاتها و مايجول في عقلي وكياني اتجاة ملامحها وتكوينها العقلي والخلقي الذي ابحث عنة واريده.
لقد تعبت من حدة التفكير في تلك اللحظة بين خوف وحيرة ويئس وقلة بالمعرفة والتأكد من من كان يجلس معها على تلك الطاولة العائلية المستطيلة الذي كان يحمل بشرة سوداء تؤكد انة ربما صديق لتلك العائلة المتزاحمة بالجلوس . كانت لحظة الألم الحقيقية التي كانت تكمن بمشاعري وهي عدم سماع صوتها وهي تظحك وتتكلم مع صديقاتها وربمامع اخواتها الأنيقتين بلبسهما وقصات الشعر الجميلة المتواضعة لجنسهما .كانت هي الوحيدة التي تنير بنورها وجمالها وروحها وابتسامتها ذلك المكان القريب مني . دار في ذهني ان اطلب اغنية كلاسيكية تتسم بالهدوء عسى ان يتيح ذلك الهدوء فرصة لسماع صوتها ومعرفة اللغة التي تتحدثها ومن أي بلد جائت . حضر بعد ذلك مدير المطعم يسألني بكل لطف ان كنت اريد الحشاء او غير ذلك فقلت لة انا لااستطيع ان أأكل شيء الأن قال لي لمذا قلت لة وانا ابتسم من الذي يستطيع ان يأكل ليملأ بطنة وقلبة محروم من الطعام العاطفي . نظر الي وفال لي مذا تقصد عرفت بعد ذلك اني وحيدا من بداية طفولتي حتى هذه اللحضة لا احد يريد ان يفهم ما يجول في خاطري وعقلي وقلبي بسبب كل شيء يتعلق بالحياة وتلك الفواتير المسجلة على طاولتي وحسابي وطاولات وحساب طلبات ال**ائن بالمطعم . ارجعت النظر الى امنيتي ومهجة قلبي وقرة عيني وصوت التنهاد والحزن يدب في صدري وفي اذان من كانو من حولي دون ان يكتشفو ما اصابني من هوس وحالة هستيرية لاتبعد عن التفكير بالأنتحار الابعد ان اتحلا بذكر المعوذاة وذكر الله والرضى بالقسمة والنصيب . دفعت الحساب وحملت نفسي الى خارج المطعم واناأبكي و افكر بتلك الفتاة حاملا في قلبي الغبطة لذلك الشخص الذي كان يجلس بجانبها مرتسم بملامح وجهه البهجة والأمل والطموح وحب الحياة . كانت اقدامي هي التي تسيرني الى ان اعيد العقل والتفكير بطريقي ووجهتي اتخبط بالسير حتى وصلت المكان الذي اقطن فية . لم يكن في خاطري ونفسي شيء سوى حبات من حبوب البنادول أأكلها واضع رأسي على وسادة العمر البائس و المحروم بفراشي مملوء جسمي وجميع حواسي بالأحباط والفشل . لم يكن في داخلي ورغبتي الا البحث عن النوم ونسيان الأمل وكل شيء بهذه الدنيا التي اصبحت كالسجن المغلق للأبد ،،
قصة حقيقية بقلم الفنان شرقي سعد