مساكم / صباحكم بلوغراني بألوان بطل اسبانيا وأوربا والعالم"قريبا"..
ربما يكون الوقت متأخرا الآن للتهنئة والحديث عن فوز برشلونة بدوري الأبطال.. لكن دوري الأبطال وما حدث في النهائي لا يزال الشغل الشاغل للصحافة الرياضية..
ولأني لا استطيع ترك المناسبه تمر دون أن أقول شيئا .. فإني أجد الفرصة ملائمة لمشاركة من يقرأ هذه الكلمات ببعض أفكاري، مبتعدا عن اسبال المديح لكتيبة الكتلان لأن غيري قد سبق فيه وأبدع واقنع .. معتذرا في نفس الوقت عن القصور والتقصير .. لأني أكتب من جوال .. وكتابة مثل هكذا مواضيع فيه شبه مستحيلة.. بل إنها أشبه بصعوبة فوز الريال بدوري أبطال أوربا..!!
السير أليكس .. في بلاد العجائب..!!
ربما لم يكن أشد المتشائمين يتوقع هذه النهاية المخزية لبطل انجلترا .. الذي تداركته العناية الالهية بإنقاذه من فضيحة "بجلاجل" كادت أن تحصل لشياطين الانجليز..!
وقد يكون من الواضح الآن .. ان أولى أسباب خسارة الانجليز هي الرعونة المفرطة وشطارة السير الزائدة باختيار تشكيلة عقيمة في خط الوسط..!
وفي الحقيقة قد لا نبالغ إذا قلنا ان الانكليز وقعوا ضحية الطبخ والنفخ الزائدين التي قام بها الأعلام الانكليزي بإعطاء لاعبي المانيو قدرا لا يملكوه ..
وربما اجد من المناسب أن اذكر السادة القراء الى اني أوضحت سابقا الي ان نقطة قوة الشياطين تكمن بامتلاكهم لعدد كبير من اللاعبين ذوي المواصفات العالية .. لكن المشكلةكانت تكمن في أن مواصفاتهم هذه منتهية الصلاحية ..! وبصراحة.. فأنا لا أعرف بماذا كان يفكر السير حين سلم خط الوسط لعجوز مثل جيجز وطفل مثل بارك جي سونغ، ومحرمة ورقية مثل كاريك..!
وحتى التبديلات .. كانت متأخرة وبدون جدوى.. فلم يدخل ناني إلا بعد خراب مالطة..! ولم يتواجد برباتوف بالتشكيلة أصلا لأن السير فضل عليه تشيشاريتو .. ولم يشارك فليتشر لأن السير أشرك مكانه فالنسيا الذي كان من المفترض أن يطرد لولا خوف الحكم من كلام العواذل وعين الحسود ولسان الماركا..!
وإذا كانت خسارة المانيو للنهائي هو انعكاس الصورة العامة لخسارة معركة الوسط .. فإن الأهداف الثلاثة كانت النتيجة المباشرة لاعتماد دفاع المانيو على لاعبين من مخلفات الحرب العالمية الثانية..! أما الحارس فاندر سار .. فلم يستطع التصدي للكرات التي دخلت مرماه رغم ان الصحافة الانجليزية كانت تجمع على ان مرمى الشياطين في أمان لأنه بحراسة "سار" الذي يملك خبرة عظيمة كونه يحرس المرمى منذ العهد البيزنطي..!
على العموم .. لربما كان واضحا أن هناك تباينا شديدا بالمستوى بين البرسا والمانيو .. لكنه ومن الواضح أيضا ان تباينا آخر كان واضحا للعيان.. ففي حين ان ادارة ولاعبي برشلونة كانت تمتاز بتصريحات هادئة وتصرفات متزنة .. إلا ان لاعبي المانيو لمن يفعلوا ما عودونا عليه من هدوء واتزان .. فقد تملك أرواحهم فجأة انتقام هولاكو وعنترية هتلر وخزعبلات الماركا وثرثرة مورينهو..!
في النهاية .. لقد كان نهائي ويمبلي يحكي قصة فريق أثبت بالفعل أنه أكثر من مجرد نادي .. مثلما يحكي قصة مدرب أثبت للعالم بأن سر النجاح الحقيقي هو أن تصمت .. وتدع أعمالك تتكلم..!
أيتها الكائنات اللابرشلونية .. بأمكانكم الأختباء .. لكنكم لن تستطيعون الهرب..!
قد لا ابالغ لو قلت ان البرسا بفوزه بالنهائي قد اخرس كل المنتقدين له .. كما أخرس أيضا كثير من الأفواه التي التي اتاحت لها حرية الصحافة اطراب أسماعنا بالحديث عن كثير من النظريات الميتافيزيقية التي فلقت رؤوسنا بالفترة الماضية..
واحدة من هذه النظريات كانت بالحقيقة انتقادا مبطنا للبرشا كونه يلعب في دوري يصفه الكثيرين بأنه ضعيف.. والحجة في ذلك طبعا .. ان البرشا أنهى موسمه مبتعدا عن صاحب المركز الثاني ب 8 نقاط، أما أقرب المنافسين بعد ذلك فإنه لا يكاد يرى بالعين المجردة..!
وانطلاقا من ذلك .. خرج علينا الفيلسوف الأغريقي واينوس رونيوس بنظرية ستراتيجية مفادها بأن برشلونة وميسي لن ينجحون في البريمير ليغ مثلما فعل كرستيانو من قبل حين كان يستعرض عضلاته ومهاراته وحنقبازياته أمام أندية اندية ثورية مثل بلاكبول وبلاكبيرن تلعب في دوري الأضواء سنة، وتغيب 50 سنة في عوالم ما وراء الطبيعة..!
وربما تكون صدمة الخسارة قد جعلت روني ينسى ان برشلونة في آخر 3 سنوات أطاح بكل فرق انكلترا التي واجهها بضمنها عمالقة لندن تشيلسي وارسنال الذي صارت مواجهته نزهة ترفيهية للبرسا يحضر لها أقل نسبة من المشجعين بإعتبارها مجرد تحصيل حاصل..! وأكثر من ذلك .. فإن برشلونة فاز بذات الأذنين من مانشستر نفسه مرتين .. آخرها كانت بثلاثية +نسبة استحواذ عانت منها للأمانة فرق اوربا العملاقة التي جمعها سوء حظها بالبرسا.. ريال مدريد ..ارسنال .. تشيلسي .. رايسنغ سانتاندير..!
وعلى هذا .. فالمشكلة لا تكمن عند الليغا ولا حتى البريمير ليغ .. وانما المشكلة تكمن عند البرسا .. الذي يبدو أمامه المانيو مثل خيتافي وارسنال مثل ملقا.. مثلما ان المشكلة لا تكمن عند المدافعين .. وإنما تكمن في ميسي الذي يبدو جميع المدافعين أمامه كعاهات مستديمة وأطفال كسيحة..!
خلاصة الكلام .. إذا كان روني مثل الكثيرين .. يحب التغطية على إهانة ويمبلي بالأختباء وراء التباهي بقوة البريمير ليغ .. فأنا أحب أن اذكر الجميع ان فوز مانشستر بالدوري يحتاج لنظرة متأنية.. فآرسنال يمر بفترة حرجة .. وتشيلسي انشلوتي ليس هو تشيلسي مورينهو .. وليفربول هذا العام كان يمر بفترة باذنجانية أقرب للموت السريري .. ومان سيتي لازال يعتبر التأهل لملحق دوري الأبطال انجاز تاريخي .. أما حال بقية الفرق .. " ف خليهة مستورة أحسن "..!
المعادلة البرشلونية: لا شئ اسمه مستحيل .. المستحيل يأخذ فقط فترة أطول ..
والآن .. وقد انتهى هذا الموسم الأسطوري للبارسا.. يبدو أنه قد بات من الواضح ان برشلونة فريق من كوكب آخر .. أو بعبارة آخرى هو فريق يحتاج أن يلعب في كوكب آخر لأنه أجهز تقريبا على كل أندية الكوكب الثالث من المجموعة الشمسية..!
لكن برشلونة قبل نهائي ويمبلي وبعده.. أظهر مستوى أخلاقي وانساني رفيع أذهل العالم.. فهاهي أغلى كأس في كرة القدم ..والتي يمثل رفعها حلم أي لاعب.. يرفعها المسلم الأسمر ابيدال..وليس بويول او تشافي اللذان لن تتاح لهما ربما فرصة رفعها مرة أخرى.. وكذا ميسي..رغم أنه روح الفريق وقلبه النابض .. يصر على انه لم يكن ليحقق ما حققه لولا رفاقه بالفريق ..
أما جوارديولا .. فإنه ورغم الانجازات الأعجازية .. لا يزال يعترض على اعتبار البرسا كأفضل فريق بالعالم.. وهو ليس مثل "آخرين" يصرون على أن فريقهم أفضل فريق بتاريخ البشرية، رغم أنهم لم يحققوا في آخر 3 سنوات سوى بطولة سخيفة يحققها البرسا بالتشكيلة الاحتياطية للفريق الرديف..!
وهكذا .. يبهر البرسا العالم بتواضعه .. ويبهر العالم أكثر عندما يخسر .. فمن منا ينسى كيف حيا جوارديولا فريق الريال بعد كأس الملك .. ومن ينسى كيف قام بيكي بتهنة لاعبي الريال وجماهير الريال ..
لقد كان برشلونة يتصرف بأخلاق الكبار عند الخسارة.. فوقوع الخسارة .. كان حافزا عند البرسا لتقديم المزيد وتدارك الأخطاء.. ولم تكن الخسارة مناسبه للتحجج بالظروف أو الأصابات رغم ان برشلونة قضى نصف الموسم يلعب بدفاع مرقع..!
وبالمقابل .. لم يفعل خصم البرسا طوال الموسم شيئا سوى الثرثرة وكيل الاتهامات والشتائم .. وحتى عندما فاز البرسا في نصف نهائي دوري الأبطال عن جدارة وتفوق بالنتيجة والأداء .. وحتى عندما كان حديث العالم يتحدث عن المانيو والبرسا .. ظلت تلك الأصوات تتحفنا بأنهم كانوا ليفوزون بالنهائي لولا الظلم التحكيمي و مؤامرات بلاتيني وقرارات مجلس الأمن..! وحتى عندما فاز البرشا بالكأس..ظهر مورينيو ليقول ان فوز برشلونة هو تواطؤ فاضح و فضيحة لاأخلاقية يندى لها جبين الانسانية..!
إذا ..هكذا ينتهي موسم صاخب ملى بالأحداث.. يتفق فيه سكان القارات السبعة على روعة أداء برشلونة.. بينما يرى سكان مدريد بأن كل أساطير الكرة وخبراء التحكيم وعمالقة التحليل.. ليسوا سوى حفنة من الأغبياء والحمقى.. ولا يفهم بالكرة سوى مورينهو وكارانكا..وكلاهما من عباقرة القنبلة الذرية..!